top of page

انا ام جديدة


بعد ما اصبحت ام, وعدت من عطلتي للعمل لاحظت تغييرات وامور ما كنت انتبه لها من قبل, حيث انه اصبحنا أمهات ولكن بمذاق مختلف.

في ايام شعرت بالضعف بالتوازن بين العمل والبيت, هنا بدأت اقارن نفسي, الام الجديدة بهذا العصر 2016 ..

صرت اشوف الامهات, بأجسام رشيقة وألوان شعر متجددة، حتى صار صعب علينا تفريق البنت عن أمها، وبنحب نلبس نفس الألوان إحنا وأولادنا.

بنتصور معاهم ونلعب ونقرأ، يمكن عندنا وقت نقضيه معاهم نسمع قصصهم في المدرسة, بناخد وقت كبير في تحليل مشاكلهم النفسية وتأثيرها...

وكثير من هذه المواقف لم تكن تحصل بينا وبين أمهاتنا بنفس الصورة.

لكن رغم كل الحاله الإيجابية والصحية الي منعيشها معاهم، ألا إننا أخترعنا مصطلحات لم نسمعها من أمهاتنا حتى ولو من وراء ظهورنا.

ولا مرة سمعت أمي بتقول "نفسيتي تعبانه" أو "مخنوقة من البيت وبدي أغير جو"

كلام كتير أنا وغيري من أمهات هذا الجيل لم نسمعه في بيوتنا زي "الحياة وقفت"، " أنا أعصابي تلفت"، أنا مش عارفه أتعامل مع الأولاد"ولا مرة أمي قفلت على نفسها غرفتها وقالت ما بدي أتكلم مع حد أو تستنى ننام عشان تعيش لحظة صمت.

بس لما فكرت في الأم زمان والفرق بينها وبين أمهات هذا اليوم، اكتشفت إن المشاعر واحدة لا غبار عليها....

لكن السلوك أختلف والأعصاب أضعف، وبشعر السبب في زيادة الضغوط علينا نحن أمهات 2016، وهي ليست ضغوط مادية أو بسبب العمل.

أحيانا رغبتنا في الظهور دايما بشكل جميل ورشيق يخفي عيوب الحمل والرضاعة بتكون ضغوط حتى ولو مش مفروضة!

محاولتنا الدائمة على تغير صورة الأم الثمينة بملابسها الواسعة وربطه رأسها المحكمة ممكن تكون ضغوط حتى لو سهل نعملها.

حبنا للحياة والإنطلاق والعمل والسفر والإستمتاع مع مسؤليات أولادنا وواجباتهم…

ممكن تكون ضغوط حتى لو بتبسطنا.

شعورنا بالجمال وصغر السن واستمتعنا بكلمات الإعجاب من حولنا ورغبتنا في الحفاظ على هذه الصورة...

ممكن تكون ضغوط حتى ولو كانت هاي طبيعتنا وحابين نستمر فيها.

وقوعنا بين حبنا لأنفسنا وللبنت اللي عايشة جوانا ورغبتنا في التمسك بها خوفا من إن تتوه وسط صراخ أولادها وزحام الطلبات والمسؤوليات، تمسكنا الشديد ببقاء هذه البنت حيه ترزق داخل قلوبنا ورفضنا التام أن تكبر حتى لو ملأ اللون الأبيض خصلات شعرنا....

أمهات زمان مش أقوى منا ولا إحنا أضعف منهم .....

لكن الرغبات والمقايس إختلفت،

الأم زمان كانت بتتزوج وهي في أول عمرها بتفتح عنيها مع أول طفل بتولده، لكن إحنا بنكون بنكمل حياة بدأت قبل الزواج وبنرفض نتخلى عنها مهما شدتنا إليها الحياة الجديدة.


bottom of page