top of page

زوجي العزيز

نهضت الشمس فوق كتف السماء فرحه بغيوم بيضاء تنبض رطوبه وندى باردان. وانا في سرير شفاء اتصفح سعادتي ليله حميمه تلو الاخرى.

عندما تمر الطيور من فوقي انسى الدنيا باسرها واعي فقط انني اريد ان اركض حافية في ممر الحياه الضيق رافعة يدي الى السماء... لانني حينما اسير حافية اشعر ان الارض والتراب مازالت موجوده .

لقد انحدرت في المتاهات العميقه بداخلي بذكرى جسر حلم الى واقع مرير في غرف قلبي الواسعه, دهاليز اعصابي كعصفور مرهق ينتظر جواب من طبيب جاء متغطرس وعينيه كعيون التيس في جمودها ومكرها.

"صباح الخير" قالها لي بجمله هاربه وهو رجل اللغه القاطعه, بتجاسر اطول سالني: "اين زوجك؟"

مساحات صمت ابعدتني عن سؤاله وباستفزاز مهذب وبنبره موجزه اجبته

"في الطريق!"

عفة الروح تخرج من زوجي وتفيض لديه ميزه شهامة الرجوله وعظمة الخالق تظهر بصفاته المتعدده وتكفي النظره اليه الى ان تنسى وجود كل قبيح .

"قدمت اهلا ووطئت سهلا زوجي العزيز"

"نريد تحاليل لدمائكم " قالها الطبيب بتهجم واضح!

فطنت الى التنفس وتزاحمت الاسئله في ذهني وعلامات سؤال معلقه في سماء مشفى تؤثثه الكآبه.

لقد كان في قلب حبيبي نزاعا خفيا وخلف نظراته ارتباك يتزايد وخيوط نور تلتف حول عينيه واصبح وجهه اصفر كالشوك اليابس.

ثقبت امعائي وتدحرج الى مخيلتي افكار شتى واصبحت كالحيوان البرمائي الذي لا مرسى له.

بعد شهيق عميق وزفره اعمق خرجنا لتحاليل دم بجو موبوء وضبابا داخليا مشحونا, كنت في ابعد نقطه من اللامنطق , فقد سحقتني الازمنه بالبقاء عاقر لدهر ساخر ولكني عشت على شعله ايمان انارت حياتي بانتظار مستقبل واعد وحياه افضل.

ازعفه الماء ملات حلقي بانتظار جواب لعله خير!

كرصاصة غرزت احشائي كان سلام الطبيب لتحاليل تشكو الظمأ وبلسان يده جعلني اقرا النتيجه.

نظرت الى الورقه من قمه رأسها حتى اخمص قدميها, لا اعرف من اين ابدأ , افي المقدمه الجافه ام في نهايه الورقة لمعرفة حكمي الصادر منه.

التف حول رقبتي حبل الموت ولا بد ان الزمان تراهن مع القدر فخسر!

تقاطعت رنات حروف الخبر مع دقات قلبي وتبلل حملي الثقيل الى ان اصبح كثوب معصور بدم يحمل داء الايدز.

خائن! اكرهك! متعثر بخطيئه وقعت بحفره القدر اللعينه ... اناني ومحب لذاتك ولشهواتك .. بئس القدر!

لقد اصبح الان قلبي شهيد الحب المخلص وغبار الالم .. الاشواق تتكدس على صوت جلد ينهش اللحم بعظام خالده ودم سوف يختلط في موعد مع التراب.

لقد احببتك بصدق انوثتي .. احببتك شوقا يسكن صراع افكاري وشمسا تشرق راحه تهدئ احزاني.

احبك! .. لكن اساطير البعد قد قطعت انفاسي الاخير بسفر فقير الذي اسكت الاهات داخل الجروح المحرومه.

انا الان يا عزيزي الخائن بساحه ليست للموت ولا للحياه .. بل انها ساحه للالم فقط!فقررت طرح السؤال بالمقلوب.. من هي؟

*ملاحظة:

بالطبع هذه القصة ليست حقيقة بل من وحي الخيال, كتبتها من اجل مسابقة في انشائات قصيرة (فزت بالمسابقة عام 2008)

bottom of page